صفحة من القرآن الكريم بمئة وخمسين ألف جنيه أسترليني
افصحت اليوم دار المزادات العالمية كريستيز أن مزادها المرتقب لفنون العالَمَين الإسلامي والهندي والمقرر يوم الخميس 27 أبريل بالعاصمة البريطانية يشمل صفحة من المصحفَيْن الكوفييَّين الوحيدين المعروفين في العالم والمكتوبَيْن على رَقّ أزرق بخطّ كوفيّ مذهَّب. ويُعتقد أن هذين المصحفين يعودان إلى القرن التاسع وأُنجزا على الأغلب في تونس لأحد الأثرياء، ويؤكد ذلك استخدام الذهب في خطّهما (القيمة التقديرية الأولية: 100.000-150.000 جنيه أسترليني).
ويشير جَرْد مكتبة مخطوطات جامع القيروان الكبير في تونس، المعروف أيضاً باسم جامع عقبة بن نافع نسبة إلى بانيه، المحرّر سنة 693 هجرية إلى مخطوطات كُتبت على رقّ أزرق أسود، لكن ليس واضحاً تماماً اليوم فيما إذا كان الجرد المذكور يشير إلى مصحف واحد أم اثنين بعد أن أصاب الجرد نفسه بعض التلف. غير أن الخبراء يرجّحون وجود مخطوطتين من هذا المصحف كُتبت واحدة منها “… في سبعة مجلدات من الحجم الكبير كُتب بالذهب في خط كوفي على رقّ أزرق أسود. كتبت السور وعدد الآيات والأحزاب بالفضة؛ وغُلّف المصحف بجلد مطبوع على خشب مبطن بالحرير”. وهذا الوصف ينطبق على الصفحة المعروضة من «المصحف الأزرق» في مزاد كريستيز المقرر هذا الشهر.
ولم تُكتب هذه النسخة من المصحف بالحروف الأبجدية المعتادة، بل بنسخة معدّلة قليلاً تُعدُّ أكثر شيوعأً في بلاد المغرب. ويظهر في الصفحة المعروضة بمزاد كريستيز جزء من سورة آل عمران.
يُذكر أن القرن المنصرم شهد الكثير من الجدل حول أصول هذه المخطوطة الأيقونية من المصحف. ويقول خبراء المخطوطات إن استخدام رقّ أزرق غامق إنما هو تقليد للون الأرجوان المزخرف والمترف في مخطوطات الإمبراطورية البيزنطية. وبعد أن شاعت صباغة الرقّ عند المسلمين في القرنين التاسع والعاشر لم تكن الصبغة الأرجوانية متاحة لديهم حينها ولم يكن من السهل الحصول عليها بشكل مباشر، ما جعلهم يستعيضون عنها بصبغة اللون الأزرق الغامق المستوردة من الهند.
وتشتتت مجلدات هذه المخطوطة في أنحاء المعمورة، رغم أن الجزء الأكبر منها ضمن مقتنيات المتاحف الوطنية في تونس، وتعرّف الغرب عليها من خلال إف. آر.مارتن في إسطنبول في عام 1912، رغم أن مكان تلك الصفحات من المخطوطة غير معروف اليوم.