الاميرة هيا، هي ابنة جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال (1935 – 1999)، وجلالة الملكة علياء الحسين (1948 – 1977)، التي توفيت في حادث تحطم مروحية في 9 فبراير 1977 وهي في طريق عودتها من جنوب الأردن إلى عمّان. وهي زوجة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب الرئيس ورئيس الوزارء بدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم دبي. وقد رزقا بصاحبة السمو الشيخة الجليلة في 2007، و صاحب السمو الشيخ زايد في 2012.
بدأت رحلة اهتمامها بالخيول عندما كانت في السادسة من عمرها، حيث تقول بمقابلة مع سي ان ان بأنها تأثرت كثيرا عند وفاة والدتها، عندما كانت في الثالثة من عمرها. فأصبحت منطوية على نفسها حتى أطلق عليها اسم الأميرة المتقوقعة. أراد والدها الملك حسين بن طلال إخراجها من قوقعتها، فارتأى بأن أفضل طريقة هي بجعلها تهتم بالخيول.
أهداها حصانا يتيما عندما كانت في السادسة من عمرها. كانت بنت الريح فرساً فقدت أمها وكان على الأميرة الاعتناء بها، فوجدت في الخَيل خير رفيق، وتعلمت من العلاقة الوطيدة مع الخيل المثابرة للوصول إلى الهدف والحماسة والقدرة على التحمل. وفعلا ساهمت تلك العلاقة في إخراجها من قوقعتها.
وبالرغم من ذلك تقول الأميرة هيا، أنها لا زالت تفتقد وجود والدتها في حياتها، لأن لا أحد يملأ فراغ غياب الأم. تحاصرها أسئلة كثيرة، تود لو كانت امها موجودة لتجيبها عنها. خصوصاً تلك المتعلّقة بالأمومة وطرق العناية بالأطفال وتربيتهم، فهي لا تذكر شيئاً عن تربية والدتها لها. ولا تعرف كيف كانت لترعاها في مراحل حياتها المختلفة.
استطاعت الأميرة هيا تحويل شغف الطفوله الى مهنه، بحيث شاركت في البطولة العالمية للفروسية عام 2002 التي أقيمت في إسبانيا ومثلت الأردن في مسابقة قفز الحواجز، في الألعاب الأولمبية في سنة الألفين، حيث كانت أيضاً حاملة علم بلادها. وقد وصفت وجودها في القرية العالمية مع كل هؤلاء الرياضيين بأنه كان رائعاً وأن تلك الأيام كانت أجمل أيام حياتها. إضافة لذلك، حازت الأميرة هيا على الميدالية البرونزية في مسابقة القفز في دورة الألعاب العربية السابعة 1992 التي أقيمت في دمشق.
تمثل الأميرة هيا بنت الحسين المرأة العربية الشابة العملية، فهي المرأة العربية الأولى التي ترأس الإتحاد الدولي للفروسية وتشارك في أولمبياد الفروسية. وهي أول فارسة عربية تحوز على رخصة لقيادة الشاحنات وذلك لنقل خيولها للسباق. وهي عملت في اسطبلات مختلفة لتفهم خيولها وسافرت معها في طائرات شحن البضائع، وبالتالي فصورتها تختلف عن صور الأميرات في الأفلام والروايات.
هي أول رئيسة لاتحاد عمالي عربي هو اتحاد النقل البرّي في الأردن، وأول عربية سفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي، حيث عينت سنة ٢٠٠٧. وقد رشحت كثاني أجمل أميره في العالم، بعد الأميره مارثا لويز أميرة النرويج من قبل استطلاع دولي في عام ٢٠١٣.
الأميرة هيا وصفت علاقتها التي تربطها بزوجها بانها علاقة عميقة قائمة على الصداقة؛ فتقول انه زوجها وأخوها وصديقها ورفيق دربها. فهي تخبره بكل شيء و تحاول مواكبة نشاطاته. تقول الاميرة هيا في مقابله بأنهما التقيا في مباراة تنافسية للخيل. لم يكن حبّاً من النظرة الأولى بمقدار ما كان تحدّياً رياضياً، أخبرها بأنه سيهزمها في المباراة، وأكدت له بأنها من سينتصر. و بالرغم من انه انتصر حينها، الا انها لم تفقد الأمل من الانتصار يوما.
