لقد وُجِد أن مناطق مختلفة في الدماغ تختلف درجة استثارتها بحسب طبيعة ونوعية المعطيات التي تردها. وأنواع الذكاء المتعارف عليها ثمانية : فهناك الذكاء المنطقي والشعوري واللغوي والحركي والبصري والسمعي والذاتي والطبيعي.
فعازف العود مثلاً يحتاج لأداء مقطوعة موسيقية ناجحة أن يتمتع بدرجة عالية من الذكاء العضلي والسمعي كليهما، ولا يحتاج أن يكون على نفس الدرجة من الذكاء المنطقي أو الشعوري. والضرير تنمو لديه أجزاء الذكاء السمعي على حساب أجزاء الذكاء البصري.
وللحصول على عقل معافى ونشيط وخلّاق ومتزن نحتاج إلى تحفيز جميع أو أكبر قدر ممكن من أجزاء الدماغ المسؤولة عن هذه الأنواع المختلفة .من الذكاء
الذكاء المنطقي (التحليلي) :
ويعنى بالحساب وإجراء المقارنات و الاستقراء
وغذاؤه:
العمليات الحسابية البسيطة يدوياً أو ذهنياً , المفاضلة بين الأشياء واتخاذ القرارات بناء على تعداد الحسنات والسلبيات تدوين النشاطات أو الأفكار أو المعلومات بشكل خطوات متسلسلة وتحويلها إلى رسوم وأشكال وأسهم ورموز تساعد على فهمها وتثبيتها في الذاكرة , التفكير في الأسباب والمسببات أكثر من التفكير بالنتائج والأخبار , حضور حلقات البحث والمناقشة , ممارسة الألعاب العقلية ذات الأرقام خاصة مثل سودوكو .
الذكاء الشعوري والذكاء الاجتماعي :
يعنى بفهم المشاعر وفنون التواصل مع الآخرين وتشجيعهم
وغذاؤه:
استيعاب الأحاسيس الداخلية في كل لحظة والسيطرة عليها , مقاومة الضغوط , حسن الظن بالآخرين ومسامحتهم على أخطائهم , الإكثار من الشكر أو الاعتذار عند سوء التصرف , الإقلال من العتب والإكثار من الثناء , الإنصات للآخرين ومساءلتهم أكثر من التكلم عن الذات , تشجيع الآخرين ومواساتهم وإسعادهم , حضور النشاطات الاجتماعية , التمرن على الحديث أمام جمهور , التواصل بالإيحاءات ولغة الجسد وباللمس.
الذكاء اللغوي:
يعنى بالأداء اللغوي والاستخدام الصحيح للكلمات و التعابير
وغذاؤه :
القراءة وخاصة الإبداعية للأدباء والشعراء والمفكرين , التمرن على الخطابة وكتابة الخواطر وتأليف القصص , الانضمام إلى برامج تعليم اللغات , مشاهدة الأفلام أو الندوات الأدبية أو المسرحيات , استخدام أوقات الانتظار أو المواصلة في الاستماع إلى القصص أو قراءتها , حفظ الآيات الكريمة واحدة أو الشعر أو الحكم المفيدة , ولا يسعني غير التأكيد هنا على أهمية الحفظ في تنشيط الذاكرة.
الذكاء الحركي:
ويعنى بمهارات استخدام الجسد
وغذاؤه:
ممارسة الرياضات بعمومها وخاصة السباحة والفنية منها وخاصة الجمباز , ممارسة ألعاب الحركات والخفة , اليوغا , التأمل والاسترخاء , الرقص والتمثيل , تجويد القراءة وتحسين مخارج الحروف , استخدام اليدين والتعبير بلغة الجسد , إتقان التحكم بالمركبات والآلات الموسيقية.
الذكاء البصري:
ويعني بتفسير الأشكال وتأليفها
وغذاؤه:
تنمية الحس الجمالي بحضور المعارض الفنية والتشكيلية بأنواعها , استخدام الرموز والأشكال والألوان في التعبير والتلخيص والحفظ ممارسة الفنون كالرسم والنحت والخط والزخرفة , أو ممارسة التصوير الفني بأخذ صور للأشياء من زوايا غير مألوفة , ممارسة حرفة يدوية بعيداً عن مجالك التخصصي كالخياطة والتطريز والديكور والبستنة .. ممارسة ألعاب الفيديو وألعاب الذاكرة وسرعة الملاحظة والشطرنج.
الذكاء السمعي:
ويعنى بتفسير الأصوات وتأليف النغمات
وغذاؤه:
الاستماع للموسيقى والتفاعل مع إيقاعاتها , أداء الابتهالات والمدائح والأشعار والأغاني , حسن التعبير الصوتي النابع من تتابع الأصوات الحادة مع الأصوات المنخفضة التردد , فهم قوة التعبير من تناوب الصمت ضمن أزمنة الأداء الصوتي , التعلّم على العزف وممارسة الموسيقى.
الذكاء التطوري:
ويعنى بمراقبة الذات وتحسين الأداء الشخصي
وغذاؤه:
تحرير الذات من الأوهام والأحكام المسبقة , كسر الجمود والعادات السائدة , التعود على احترام وجهات النظر المخالفة , طلب المعرفة بشتى أشكالها تحسين الأداء المهني , تطوير المواهب , الأحلام والأهداف ورسم الخطط لبلوغها, تشجيع الناس , تغيير نمط الحياة الرتيب والتعود على التجديد التعود على المغامرات أو التنزه في أماكن غريبة إدخال السرور للنفس , مساعدة الآخرين وإسعادهم .
الذكاء الطبيعي:
ويعنى بحسن التواصل مع الموجودات حولنا
وغذاؤه:
التفاعل مع الطبيعة والمخلوقات والكائنات والنباتات , تلبية حاجات الكائنات وحمايتها , فهم متطلبات حماية طبيعة الأرض والبيئة .. العناية بالنباتات والمزروعات , تربية الحيوانات الأليفة والتواصل معها وفهمها , إسعاد النفس من خلال الاستمتاع بالطبيعة من حولنا.
وبعد فإن تنشيط مهاراتك كافةً يستدعي تحفيز جميع أوجه الذكاء فيها قدر المستطاع، لأن الذكاء كلّي وشمولي وتنشيط قسم منه يساعد على تنشيط أقسامه المختلفة. ولا يفوتني أخيراً أن أؤكد على أهمية السعادة والبهجة الداخلية في بعث الروح والنشاط في العقل والفكر