كانت مارغريت روز طفلة نزقة ومتقلبة الاطوار. وكان والدها يدللها كثيرا. فشبت على الشقاوة واعتادت ان تفعل كل ما يحلو لها من موسيقى ورقص ومسرح، غير آبهة باللياقات وباصول البروتوكول.
وغالبا ما كانت محطا للانظار وموضع الاحاديث في صباها.
فجمالها ازداد عندما شبت وكانت تختار لنفسها ثيابا انيقة تبرز زرقة عينيها وبشرتها المخملية. ونشرت صور عديدة لها، تظهر في احداها في لباس البحر وفي يدها سيجارة وهي ترقص ثملة خلال سهرة..
واذ هي تصغر الملكة الراهنة بسنوات اربع ولا وجود سياسيا او علنيا لها على الساح البريطاني في مسائل تتعلق بالتاج، فانها اخذت نفسها الى عالم آخر، فيه العشق والفضائح والملذات.
جلب الرجال للاميرة البريطانية الراحلة مارغريت مزيجا من السعادة والالم والفضائح في حياة ممزقة بين البحث عن الحب والالتزام بالواجب.
كان من بينهم الطيار بيتر تاونسيند الذي لم تستطع الزواج به لانه كان مطلقا والمصور انطوني ارمسترونج جونز الذي تزوجته وانتهى زواجهما بالطلاق ومنسق الحدائق رودي لوالين الذي كان في عمر ابنها.
ولم يعرف احد بمشاعر مارغريت تجاه تاونسيند الكابتن الانيق بالقوات الجوية حتى تتويج شقيقتها الملكة اليزابيث عام 1953. فقد رأى الملايين الاميرة الشابة وهي تزيل بقعة عن معطف تاونسيند بطريقة حانية كشفت تماما اهتمامها الخاص به. لكن تاونسيند الذي كان يعمل بالبلاط الملكي كان مطلقا وبالتالي غير مناسب للزواج من اخت الملكة. وابعده القصر الى بروكسل. وفي عام 1955 اجبرت مارغريت على ان توجه هذا الاعلان الحزين الى الامة «اود ان اعلن انني قررت ألا اتزوج الكابتن بيتر تاونسيند ادراكا مني لحقيقة ان الزواج المسيحي لا يحل ووعيا مني بواجباتي تجاه الكومنولث اتخذت قرارا حاسما ان ابدي هذه الاعتبارات على غيرها».
وبالرغم من حزنها العميق كانت مارغريت تدرك ان اتمام هذا الزواج سيكلفها غاليا في ما يتعلق بوضعها في العائلة المالكة وايضا في دخلها. وقال احد رجال البلاط البارزين وقتها وهو السير ادوارد فورد الذي كان سكرتيرا خاصا لوالد مارغريت الملك جورج السادس في مقابلة صحافية «شككت في ان تاونسيند لم يكن يحب الاميرة مارغريت بنفس قدر حبها الكبير له». ومات تاونسيند عام 1995 عن عمر يناهز 80 عاما.
بعد ذلك اتى المصور ارمسترونج جونز الذي انتشل من غرفته المظلمة ومنح لقب ايرل اوف سنودون حين تزوج مارغريت عام 1960. وقال مرة مستخفا بمهنته السابقة كمصور فوتوغرافي «يصبح المرء مصورا فقط حين يكون رساما سيئا». وانجبت مارغريت منه طفلين لكن ارمسترونج جونز وجد صعوبة في الانتقال من حياته البوهيمية السابقة الى قيود الحياة العامة. وبعد 18 عاما من حفل زواجهما المبهر في كنيسة وستمينستر ابي حدث الطلاق وسط اهتمام اعلامي كبير.
تلك الاميرة المنهكة القوى لم تكن تمت بصلة الى صورة اميرة الخمسينات والستينات الفاتنة، تلك الاميرة التي وصفتها صحيفة دايلي ميل بانها “مليئة بالاثارة تهوى البهجة والفرح”.
كانت حياتها مليئة بالتقلبات منذ ان ولدت في 21 اب/اغسطس 1930 في “غلاميس كاسل” في اسكتلندا. وكانت مارغريت في السادسة حين انتقل والداها الملك جورج السادس والملكة اليزابيث للاقامة في قصر باكنغهام. وسرعان ما فرق بينها وبين شقيقتها مستقبل اليزابيث التي تكبرها اربع سنوات والمدعوة في احد الايام لاعتلاء العرش.
وحين التقت مارغريت مع لوالين عام 1973 كانت منفصلة فعليا عن زوجها. وفي العام التالي دعت لوالين الذي كان يصغرها بنحو 18 عاما الى منزلها في جزيرة بالكاريبي. وهجر لوالين الذي عاش في احدى فترات حياته في مجتمعات الهيبيز في جنوب انجلترا الاميرة عام 1981. وجاء ذلك بعد قراره الزواج من امرأة اخرى لكنه حافظ على صداقته لمارغريت. وظل لوالين على ولائه لمارغريت ورفض دوما ان يتحدث علانية عن علاقتهما.
الملكة إليزابيث ستتنازل قريباً عن مسؤولياتها الملكية لولي عهدها
وتوفيت الاميرة مارغريت اثر اصابتها بسكتة دماغية هي رابع عارض من هذا النوع يلم بها منذ العام 1998. وقد عانت مشكلات صحية خطيرة خلال السنوات الثلاث الاخيرة.
وتراجعت حال الاميرة مارغريت بعد السكتتين الاخيرتين في كانون الثاني/يناير واذار/مارس 2001 ففقدت القسم الاكبر من بصرها ولم تعد تغادر قصر كنسنغتون الا نادرا.
وفي 4 اب/اغسطس، اصرت على ان تكون حاضرة الى جانب والدتها الملكة الام للاحتفال ببلوغها العام الاول بعد المئة. وان كانت الملكة الام ظهرت بهذه المناسبة واقفة، الا ان وضعها الصحي يثير الكثير من المخاوف، خصوصا وانها لم تظهر علنا منذ شهرين.
وظهرت مارغريت للمرة الاولى في تشرين الثاني/يناير في عيد الميلاد المئة لدوقة غلوستر. وكان لمنظرها في الكرسي النقال، وقد وضعت على ساقيها غطاء واخفت عينيها خلف نظارات سوداء ولفت شعرها تأثير كبير في نفوس البريطانيين.
وفي 1960 تزوجت الأميرة مارغيت من انتوني ارمسترونغ-جونز، كونت سنوداون، وانجبت منه ولدان هما ديفيد (1961) وساره (1964).
وتابعت الصحف باسهاب اخبار رحلات الكونت الى الخارج فيما زوجته مارغريت تسرح وتمرح في جزر الكاريبي برفقة اعضاء المجتمع المخملي. وفي 1976، نشرت احدى الصحف صورة مارغريت برفقة رجل، مما اثار فضيحة جديدة. وطلق الزوجان بعد سنتين.
وكانت مارغريت تسرف في التدخين وتميل مثل والدتها الملكة الام الى تناول الكحول. وخضعت عام 1985 لعملية لاستئصال قسم من احدى رئتيها، ثم تعرضت عام 1998 لسكتة اولى. وبعد عام، اصيبت بحروق خطيرة في ساقيها في حمامها.
وفي كانون الثاني/يناير، نقلت الاميرة مارغريت الى مستشفى الملك ادوارد السابع اثر تعرضها لنوبة جديدة، تكررت فيما بعد في اذار/مارس. ومنذ ذلك التاريخ ظلت تنقلاتها محدودة جدا.
غابت مارغريت مخلفة على حد قول احد المقربين من العائلة المالكة صورة اميرة “ملؤها الحيوية والصخب”، الا انها “اهتدت بشكل ما الى شاطئ الامان” خلال السنوات العشر الاخيرة.