يقولون المرأة نصف المجتمع ،وأنا أقول المرأة تشكل نصف صحيح ،ولكنها تربي النصف الآخر ،فهي مسؤولة عن كل المجتمع ،تظلم بعض الكتب والمقالات المرأة الإماراتية قديما ،فتحجمها ،وتقلص دورها الكبير الذي كانت تقوم به.
لو عدنا إلى عصر ما قبل النفط لوجدنا أن المرأة لعبت دوراً فاعلا وحيويا في مختلف نواحي الحياة بالرغم من قسوة الظروف الاقتصادية والاجتماعية.
فالمرأة هي من كانت تتخذ القرارات الخاصة في المنزل وتستقبل الضيوف.وتقوم بتربية الأطفال ورعايتهم.اضافة لقيامها بأعمال إنتاجية كطحن الغلات والغزل والحياكة والطهو ،تعلم البنات القرآن الكريم -وتقوم بتربية الماشية وجلب الماء من الآبار الى جانب دورها في فلاحة الأرض وسقي الزرع وصناعة الحصير والسلال والسجاد والخيام والصناديق.
كل تلك الأعمال والمثابرة تدل على تحمل المرأة المسؤولية وعلى دورها الأساسي في الأسرة وقيام المجتمع وتطوره ،حيث كانت تقوم بالأعمال نيابةً عن الرجل في غيابه وتعاونه في حضوره.
واليوم ابنه المرأه الاماراتيه المكافحة كبرت ،تسلحت بالعلم وتثقفت ،لتشارك كما جداتها في بناء الوطن جنبا الى جنب مع الرجل متسلحة بالارادة والتحدي ،فدخلت معترك الحياة لتنافس الرجل وتقف الى جانبه في مختلف اعمال الحياة.
يقول الشيخ زايد رحمه الله
لقد واكبت بنفسي مراحل التطور الذي شهدتها المرأة في بلادنا.كما إنني على استعداد لتقديم المزيد من الدعم للحركة النسائية في أنحاء الإمارات للنهوض بأدوارها إيمانا مني بأهمية المكاسب التي سوف تحققها المرأة على ارض هذا الوطن،فانا أتطلع وبكل ثقة إن تقوم المرأة الإماراتية بدورها في النهوض بالمجتمع ،وان تكرس جهودها في بناء الوطن والمواطن في إطار تعاليم ديننا الحنيف والمحافظة على تقاليدنا والاعتزاز بتراثنا الأصيل.
لذلك نجد المرأة اليوم سباقة في جميع نواحي الحياة طبيبة في مستشفى أو معلمة في مدرسة أو مديرة في إحدى الوزارات أو المؤسسات العامة أو الخاصة او محاسبة او مذيعه ومؤخرا وزيرة.
وهذا كان السبب الاساسي لتشكل الجمعيات والأندية النسائية وبروز مراكز التنمية الاجتماعية ومن أهمها 1-نادي فتيات الشارقة.2-جمعية أم المؤمنين في عجمان.3-التنمية الاجتماعية في الفجيرة وغيرها الكثير.
ولكن ما الذي أدى إلى ارتفاع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل في الإمارات وظهورها في الآونة الأخيرة؟
حصولهن على الشهادة العلمية اولا اضافة لارتفاع الرواتب وبدعم وتشجيع الحكومة للمرأة على العمل اصبحت المرأة المرأة تشارك في دخل الأسرة كما الرجل واحيانا أكثر.
لم يكن للمرأة دور مقلص في يوم من الايام ،كانت طوال الحقبات الزمنية المتعاقبة ،تؤدي رسالة سامية و راسخة ،ملؤها التضحيات والعمل ،ومن يقول ان المرأة كانت في يوم من الايام عالة او واقفة خلف الرجل وفي ظله ،فهذا اتهام باطل وظلم جسيم لما قدمته خلال كل تلك السنوات وانكار لفضلها ودورها في وصول الدولة الى ما وصلت إليه اليوم من حضارة وتقدم تطور.
في عيدها اليوم ،في عيد المرأة ،كل عام وكل امرأة بألف خير كل عام وانت بألف خير ،كأم ،كزوجة ،كربة منزل ،كطبيبة وكمرشدة ،كل عام وانت عماد المجتمع وسبب تطوره في كل زمان ومكان.
