يكن الطريق إلى المسرح معبدا بالورود أمام الفنان الكويتي الراحل عبد الحسين عبد الرضا، بل كانت هناك حياة مليئة بالتعب والجوع والفقر، والعمل في أجواء الصيف اللافحة من أجل توفير لقمة العيش للعائلة التي تتكون من 11 أخا وأختا!.
الفنان الذي ولد العام 1939 لأب يعمل “نوخذة” على إحدى سفن النقل التجاري في الخليج، اضطر في عمر باكرة لأن يبيع الشاي على أرصفة الميناء، بسبب ما تعانيه البلاد من أزمة اقتصادية من تداعيات الحرب العالمية الثانية، فضلا عن كساد تجارة “اللؤلؤ”، ما سبب خسائر كبيرة للتجار والعاملين في البحر، في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط.
“شلون ما تحسوا إنتوا بالنعمة”، يقول عبد الحسين عبد الرضا مخاطباً حفيده عبد الله، الذي يروي لـ”العربية” ضمن وثائقي “هذا حسينوه” كيف أن جده في فترة باكرة لم تكن لدى عائلته ما يأكلونه، وأنهم “يربطون بطونهم” إذا جاعوا!.
والدة الفنان عبد الحسين عبد الرضا، اضطرت بسبب الوضع المادي الصعب إلى العمل، فكانت تخيط ملابس البحارة، وتقوم بصنع الحلوى وتعطيها لأولادها ليبيعوها في الأسواق.
عبد الحسين هو الآخر اشتغل عاملا بسيطا في ميناء الكويت وفي شركة النفط. وامتهن بيع الشاي على السائقين في “كشك صغير من الصفيح”، كان من سوء حظه أنه هدمه بنفسه في حادث سير، أثناء قيادته لإحدى المعدات الثقيلة التي لم يعرف كيف يوقفها، فصدم “الكشك” وهدمه!.
هذه الحياة القاسية أثرت على عبد الحسين عبد الرضا في أعماله المسرحية والمسلسلات تاليا. ولذا تجده يتقن أدوار “الفقراء”، ويحولها إلى كوميديا اجتماعية مضحكة، دون أن يغفل الرسالة التي يريد إيصالها، كما في مسرحية “حط الطير طار الطير”، ومسلسل “درب الزلق”.