تطور الهواتف المحموله ..اين كنا واين اصبحنا اليوم في عالم التكنولوجيا
يحتفل التقنيّون خلال شهر أبريل القادم، بذكرى الاختراع الرابعه والاربعين للهاتف المحمول “الموبايل”، تلك المدّة التى قطعت فيها تكنولوجيا الاتصالات المحمولة مشوارا شهد الكثير والمدهش من التطوّرات، وصارت صناعة عالمية تبلغ عائداتها السنوية ما لا يقل عن ترليون و250 مليار دولار، وأفضى هذا المشوار الحافل إلى ما نعرفه اليوم باسم الـSmart Phone.
فى 3 أبريل عام 1973 أجرى مارتن كوبر، الذى يُعتَبَر مُختَرِع الهاتف المحمول، وكان نائب رئيس شركة موتورولا فى نيويورك، أول محادثة فى التاريخ عبر هاتف “موتورولا دايناتاك”، وكانت هذه المحادثة إلى شركة منافسة هى AT&T “إيه تى آند تى”، واشتملت على عبارة “اتصل بكم لمعرفة إذا كان صوتى مسموعا بوضوح لديكم أم لا”.
وقد بلغ طول هذا الهاتف وقتها 9 بوصات، واحتوى على 30 لوحة للدوائر الإلكترونية، وكان يستلزم 10 ساعات لشحن بطاريته، ويعمل بعدها لفترة 35 دقيقة، إذ بلغ سعر الجهاز الواحد حوالى 4000 دولار.
وخلال السنوات التى توالت على اختراع الموبايل، وتطورت صناعته أصبح أداة تضم وسائل متعددة للاتصال بأى شخص فى العالم كالمكالمات الصوتية، الرسائل القصيرة، برامج المحادثات المجانية “فايبر، واتس آب، تويتر.. إلخ”، ففى وقتنا الحالى بات من غير الممكن أن نصادف شخصاً لا يمتلك على الأقل هاتفاً محمولا، خاصة وأن أرقام الأمم المتحدة تشير إلى أن عدد الهواتف المحمولة فى العالم اليوم يبلغ نحو 7 مليارات هاتف.
وإليكم مراحل تطور صناعة “الموبايل”:
قبل 70 عاماً، كان على من يريد التحدث بهاتف متنقل حمل جهاز يتعدى وزنه 12 كيلوجراما، وذى تغطية متواضعة، أمّا عملية الاتصال فى حد ذاتها، فكانت تنقطع بمجرد مغادرة منطقة تغطية الإشارة اللاسلكية، وبسبب التكاليف المرتفعة لهذه الطريقة، بقى الاتصال المتنقل حِكرا على الساسة ومدراء الشركات.
وتم طرح أول هاتف محمول بحجم الجيب فى الأسواق عام 1989، وهو هاتف “Micro TAC” من إنتاج شركة موتورولا، وكان أول جهاز هاتف بغطاء يمكن فتحه وإغلاقه، وبهذا الهاتف بدأت الشركات تتوجّه لإنتاج هواتف محمولة أصغر وأدق.
فى صيف 1992 بدأ عصر الاتصالات المتنقلة الرقمية، إذ أصبح بالإمكان إجراء مكالمات هاتفية دولية بالهواتف المحمولة، فى نفس الوقت الذى استمرت فيه عملية تطوير هذه الهواتف، ويعتبر جهاز Motorola International 3200، أول هاتف محمول بقدرة نقل بيانات تصل إلى 220 كيلوبت فى الثانية.
تم إدخال خدمة الرسائل القصيرة الـSMS عام 1994، وفى البداية، كانت هذه الخدمة مخصصة لإرسال رسائل حول قوّة الإشارة اللاسلكية، أو أى خلل فى الشبكة للزبائن، لكن هذه الرسائل، التى لا تتعدى الواحدة منها 160 رمزاً، تحوّلت إلى أكثر الخدمات استعمالاً بعد الاتصال الهاتفى نفسه، وقام الكثير من الشباب بتطوير اختصارات خاصة بهذه الرسائل للتوفير.
مع بدايات عام 1997، بدأ الطلب يزداد على الهواتف المحمولة، لاسيما الهواتف ذات الغطاء الذى يمكن فتحه وإغلاقه، وتلك ذات الغطاء الذى يمكن سحبه، وساهمت الأسعار الرخيصة نسبيا فى مبيعات الأجهزة، بالإضافة إلى إدخال خدمة البطاقات مسبقة الدفع، فى تحويل الهواتف المحمولة إلى منتج شعبى.
كان هاتف Nokia 7110 الذى أُنتِجَ عام 1999 أول هاتف محمول ببروتوكول التطبيقات اللاسلكية “WAP”، والذى يحتوى تطبيقات لاستخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول، ورغم أن هذا التطبيق لا يعدو كونه تقليصاً للإنترنت فى شكل نصى، إلا أنّها كانت خطوة ثورية للهواتف المحمولة، وتبع هذا الهاتف أجهزة مشابهة جَمَعَت بين الهاتف والفاكس وجهاز النداء الآلى.
مضت خطوات تطوير الهواتف المحمولة بسرعة كبيرة، وبات من الطبيعى أن يضم الهاتف المحمول شاشة ملوّنة، ويحوى مشغلاً لملفات الموسيقى “MP3″، والراديو، ومسجلاً لمقاطع الفيديو، وبفضل تقنيتى “WAP”، و”GPRS”، أصبح بإمكان المستخدمين تصفّح الإنترنت بشكل مضغوط وأوفر على أجهزتهم.
أحد أكثر الهواتف المحبوبة كان موديل “RAZR” من إنتاج موتورولا، والذى يحوى كاميرا، وتم طرحه فى السوق عام 2004، فى البداية، كان يُسوَّق الجهاز على أنّه هاتف “موضة”، وبِيعَ منه 50 مليون هاتف حتى منتصف عام 2006، لكن التقنية التى يحتويها هذا الهاتف لم تكن ثورية، إلا أن شكله الخارجى كان مثيرا للإعجاب، ومن خلال هاتف “RAZR”، حصلت الهواتف المحمولة على وجه جديد.
عام 2007 هاتف “آى فون” الذى أنتجته العملاقة “آبل”، بشاشته التى تعمل باللمس، أخرج ثورة جديدة فى سوق الهواتف المحمولة، فبالرغم من أنّه لم يكن أول هاتف ذكى، إلا أنّه كان أول هاتف يحوى واجهة عرض سهلة الاستخدام، ومريحة، ولاحقاً تم تكييف هذا الهاتف مع تقنية الجيل الثالث من موجات الاتصال اللاسلكى، التى كانت متاحة منذ عام 2001.
تقنية الجيل الرابع للاتصال اللاسلكى، والمسماة “LTE”، ستجعل الهواتف المحمولة والذكية أكثر فعالية، وستمكّن المستخدم من التحكم فى البيت والسيارة والمكتب وربطهما عبر الهاتف الذكى، وحتى تطوير الهواتف الذكية لم ينته بعد، فما تزال هناك تقنية الدفع باستخدام الهاتف المحمول، إضافة إلى التحكم به عن طريق حركة العين، وهى تقنيات ما تزال محل بحث وتطوير.