تعرفوا إلى مرض أبو كعاب أو النكاف

النكاف أو كما يسمى باللغة الدارجة أبو كعب هو التهاب الغدة النكفية ويصنف ضمن الأمراض الوبائية الحادة والمعدية سببه فيروس باراميكسو ويصيب الأطفال في عمر السنتين إلى 12 سنة وفي حالات أقل يمكن أن يصيب البالغين.

وينتقل مرض النكاف بحسب الدكتورة فرح يوسف حسن اختصاصية في طب وجراحة الفم والأسنان من شخص لآخر عن طريق اللعاب أو تنفس قطيرات اللعاب التي تنتشر من الشخص المصاب عند العطاس أو السعال كما يمكن أن ينتقل من خلال مشاركة الأواني والكؤوس مع الشخص المصاب أو من خلال اللمس المباشر لأشياء ملوثة بتلك الفيروسات كسماعة الهاتف أو مقابض الأبواب وغيرها.

وتبين حسن أن حضانة المرض أي الفترة ما بين الإصابة بالفيروس وظهور الأعراض تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع أي تظهر الأعراض الأولى عادة بعد 16 إلى 25 يوما من حدوث الإصابة.

وعن أعراض مرض النكاف تذكر الاختصاصية أن واحدا من كل خمسة أشخاص مصابين بفيروس النكاف لا يظهرون أي أعراض أو علامات إلا أن العلامات الأولية والأكثر شيوعا تكون عبارة عن تورم الغدد اللعابية والتي تسبب انتفاخ الخدود وقد يظهر انتباج الغدة قبل أن يشعر الطفل بأي عرض على عكس البالغين الذين يصابون بأعراض جهازية بضعة أيام قبل ظهور الانتباج بشكل واضح.

وتتمثل الأعراض الجهازية بالحمى والقشعريرة والصداع وآلام العضلات والتعب والوهن وفقدان الشهية وجفاف الفم وحدوث طفح خاص حول فوهة قناة الغدة النكفية قناة ستنسون وهو من الأعراض المميزة إضافة إلى انتفاخ وتورم الغدد اللعابية مع استمرار الألم عند المضغ والبلع وأثناء فتح الفم وألم مباشر في الخدين وخاصة عند المضغ كما يحدث انتباج أمام الأذن وأسفلها وخلفها ويزيد تناول الأطعمة الحامضة هذا المرض سوءا.

وتشير الدكتورة حسن إلى أن الورم يبدأ عادة في إحدى الغدد النكفية ثم تتورم الثانية في اليوم التالي في نحو70 بالمئة من الحالات داعية إلى ضرورة تحليل الدم للتأكد من الإصابة بالمرض.

وتبين أن اختلاطات التهاب الغدة النكافية خطيرة جدا لكنها نادرة كالتهاب البنكرياس الذي تشمل أعراضه ألما في الجزء العلوي من البطن وغثيانا وإقياء إضافة إلى التهاب الخصية وتسبب هذه الحالة التورم ويكون الالتهاب موءلما إلا أنه نادرا ما يسبب العقم.

كما يمكن للفتيات اللواتي وصلن إلى سن البلوغ أن يصبن بالتهاب الثدي وتكون نسبة الإصابة 30 بالمئة وتتمثل الأعراض بتورم وألم في الثدي كما يمكن أن تصاب الفتيات البالغات بالتهاب المبيض وعندها يظهر ألم في الجزء السفلي من البطن كعرض لهذه المشكلة وعادة لا تتأثر الخصوبة بسبب هذا الاختلاط إضافة إلى إمكانية حدوث الإجهاض التلقائي إذا كانت الإصابة بالنكاف أثناء الحمل وخاصة في مراحله الأولى.

وتلفت الدكتورة حسن إلى أن التهاب الدماغ الفيروسي أو التهاب المخ اختلاط نادر للنكاف إلا أنه وارد الحدوث إضافة إلى التهاب السحايا أو الحمى الشوكية وهو إنتان يصيب الأغشية والسائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي يمكن أن يحدث في حال انتشار فيروس النكاف عبر مجرى الدم ليصيب الجهاز العصبي المركزي كما يمكن أن يصاب 10 بالمئة من المرضى بفقدان سمع إحدى الإذنين أو كليهما.

وعن علاج مرض النكاف تشرح الاختصاصية أن الصادات الحيوية المعروفة تعتبر غير فعالة لأن هذا المرض فيروسي المنشأ وأن معظم الأطفال والبالغين يتحسنون إذا لم يكن المرض مترافقا مع مضاعفات خلال أسبوعين مبينة أن الراحة وعدم الإجهاد والإكثار من السوائل والأطعمة شبه السائلة ووضع كمادات دافئة على الغدد المتورمة تخفف من حدة الأعراض ويمكن استخدام خافضات الحرارة.

أما الوقاية من الإصابة بالنكاف فتبدأ بإعطاء الطفل اللقاح لواقي وتكون فاعليته 80 بالمئة في حال الجرعة الواحدة وترتفع إلى 90 بالمئة عند إعطاء جرعتين مؤكدة ضرورة الحصول على اللقاح لمنع تفشي المرض لأن الإصابة بالنكاف لا تترك مناعة دائمة إلا أنها عادة تصيب لمرة واحدة.

كما يمكن الوقاية من الإصابة بالنكاف عبر غسيل الأيدي جيدا بالماء والصابون وعدم مشاركة الآخرين أدوات الطعام وتطهير الأسطح التي تتم ملامستها بشكل مستمر مثل مقابض الأبواب بشكل دوري بالماء والصابون.