علاج جيني موجّه جديد قد يمنع تطور سرطان الرئة ويحسّن حياة ملايين المرضى حول العالم
قال خبير طبي من المستشفى الأمريكي الشهير، كليفلاند كلينك، إن علاجًا جينيًا موجّهًا حديثًا قد يساعد الملايين من مرضى سرطان الرئة حول العالم على منع انتشار المرض.
وأضاف الدكتور خالد حسن، طبيب الأورام في قسم أمراض الدم والأورام بكليفلاند كلينك، عشية اليوم العالمي لسرطان الرئة الموافق للأول من أغسطس، أن الجين، أو المورثة، “كيراس” KRAS يُعدّ الجين الرئيس الذي يتسبب في الإصابة بالسرطان، وبسرطان الرئة على وجه التحديد، مشيرًا إلى صعوبة استهدافه في السابق.
وأوضح أن 81 بالمئة من مرضى السرطان استطاعوا السيطرة على مرضهم بفضل العلاج الجديد الموجّه لاستهداف هذا الجين، ما يعني إمكانية تحسين حياة المرضى وإطالتها بنحو ستة أشهر في المتوسط. وحقق ثلث المرضى، في تجربة سريرية أجريت لاختبار العلاج الجديد، معدل استجابة موضوعي تمثل في تقليص السرطان أو القضاء عليه تمامًا، وذلك بالرغم من خضوعهم من قبل لعلاج كيميائي فشل في السيطرة على مرضهم.
وأكّد الدكتور حسن أنه “بات لدينا الآن علاجات موجهة لثمانية جينات مسببة للسرطان يستجيب لها المرضى استجابة جيدة”.
وحقق نحو أربعة من كل خمسة مرضى (81 بالمئة) ممن خضعوا للتجربة السريرية، التي لم يشارك في إجرائها الدكتور حسن، سيطرة على المرض؛ أي أنهم استطاعوا إما القضاء على السرطان أو البدء في التماثل للشفاء منه أو إبقاءه على حاله والحيلولة دون انتشاره. وحقق أكثر من ثلث إجمالي المرضى (36 بالمئة) معدل استجابة موضوعي، أي تقلّص السرطان أو اختفى تمامًا.
هذا، ويُعد سرطان الرئة ثاني أكثر أنواع السرطانات انتشارًا في العالم، حيث بلغ عدد الإصابات الجديدة 2.21 مليون حالة في العام 2020، كما أنه السبب الرئيس للوفاة بالسرطان، إذ أدّى إلى 1.8 مليون حالة وفاة في العام نفسه، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت حديثًا على استخدام علاج جديد موجّه للطفرة الجينية KRAS G12C، التي تمثل نحو 13 بالمئة من الطفرات التي تحدث في سرطانات الرئة غير صغيرة الخلايا، في حين تمثل الطفرة KRAS حوالي 25 بالمئة من الطفرات التي تحدث في سرطانات الرئة غير صغيرة الخلايا.
وأضاف الدكتور حسن أن العلاجات الموجّهة تصمَّم بطريقة تجعلها “انتقائية في الارتباط بمسارات طفرات جينية معينة، ما يمكّنها من التخلّص من معظم السموم في الخلايا السرطانية وقد تُحدث آثارًا جانبية طفيفة”، مؤكّدًا أن مستشفى كليفلاند كلينك “قد شرع في وصف العلاج الجيني للمرضى”، وقال: “بقي أن نعمل على معرفة كيفية تطوير عقاقير يمكنها استهداف مسار الجينات لدى المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج الجديد”.
لكن خبير الأورام لفت إلى أن العلاج الموجه الجديد للجين KRAS “ليس شفاءً تامًا من المرض”، موضحًا أن بإمكان الخلايا السرطانية أن تجد طريقة للالتفاف حول العلاج وتطوّر مقاوَمة له.
وانتهى الدكتور حسن إلى أن إحياء العالم مناسبة اليوم العالمي لسرطان الرئة يعني الإشارة إلى نقطتين مهمتين؛ ضرورة الإقلاع عن التدخين الذي يمكن أن يسبب السرطان وأمراضًا أخرى، وأهمية أن يحرص الأشخاص المعرضون أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بالسرطان على الخضوع لفحوص التصوير المقطعي بقدر آمن يفي بالغرض، مبيّنًا أن المرضى الأكثر عُرضة للخطر هم من “بلغوا أو تجاوزوا الخمسين عامًا من العمر، ودخنوا علبة سجائر واحدة على الأقلّ يوميًا طوال عشرين عامًا”.