مهما كنت جيدا هناك من يكرهك .. فما سر كراهيه الاخرين لنا ؟وكيف نعرف من يكرهنا؟

كثيراً ما يراودنا سؤال ملحّ نطرحه على أنفسنا كنتيجة لعلاقاتنا الطبيعية ، لماذا يكرهني هذا الشخص ؟ لماذا يتمنى لي الإهانة و يسعى لها ؟
و لا نجد جواب منطقي لهذا النوع من التساؤلات , فهي ليست مرهونة بتصرفاتنا فقط ، بل ترتبط بتصرفات ومشاعر الآخرين الظاهرية .
فالكراهية هي أحد أنواع المشاعر والعاطفة التي تتغلب على العقل , وتظهر في العادة على صورة تصرفات وأقوال غير مهذبة وقد تكون انفعالية بدرجة كبيرة في بعض الأحيان، وفي البعض الآخر تكون على شكل تجاهل، وأحيانا لا يرافق هذه العاطفة أي تصرفات خارجية وإنما تبقى دفينة في داخل الكاره . علميا اكتشف العلماء أن هناك مناطق في الدماغ مسؤولة عن هذه المشاعر ، وتبدأ في الظهور هناك قبل أن تظهر على شكل تصرفات وأفعال وتنشط هذه المراكز في الدماغ بحسب درجة الكراهية
و من الناحية النفسية هي نتيجة لسلوك يرتبط بمشاعرنا الداخلية تجاه الشخص الآخر نتيجة ما نبطنه من عواطف تساعد على توليد الكراهية و من هذه المشاعر الخوف فنحن نكره من نخاف منهم فالبعض يكره مديره في العمل و قد يرتبط الكره بعاطفة الحسد كأن يكره الناجح في دراسته و الناجح في علاقاته الاجتماعية أو يملك سيارة جديدة …
ولو نلاحظ أن معظم المشاعر الأساسية لم تولد بقصد من الشخص المكروه، فهو مدير يقوم بعمله، أو شخص مجتهد أو محبوب له علاقات كثيرة ، أو ثري يملك سيارة ، بل تولدت لدى الشخص الكاره ذاته ودون تدخل خارجي مباشر وهنا يتولد الكره نتيجة فعل مباشر من قبل الطرف الآخر، كأن يقوم الشخص الكاره بالاعتداء عليه، أو سرقته، أو أن يقوم بنقل أخباره إلى مديره في العمل ، أو أن يقوم بتحريض من حوله عليه ليتركونه وحيداً.
و إليك من أنا سلوى أهم العلامات التي تدل على الكره :

عدم تقبل آرائك :

ان كنتم في احدى الجلسات لاحظ مدى تقبله وتوافقه مع آرائك ، فإن كان دائم الرفض والمعارضة لها بدون مبرر وعلى الدوام، فهي كناية عن مشاعر الكراهية لك ، هنا أيضا يجب التفريق بين انه شخص كاره أو انه بطبيعته شخص معارض للآراء ويظن انه دوما على حق في رأيه .
الانطباع :

الكثير من الناس يقومون بمشاركة انطباعهم عن الناس مع المقربين منهم من الأصدقاء أو الأهل أو بعض المعارف والزملاء لذلك معرفة ما يقوله عنك من يكرهك مع المحيطين به سيعطيك دليلاً حاسماً على شعور هذا الشخص اتجاهك أو ملاحظتك عليهم في أخذ موقف مسبق منك دون معرفتك.
التصرفات :

لاحظ كيف يتصرف هذا الشخص معك ، فالتصرفات تعطي انطباع واضح لك حول شعور الناس نحوك، فمثلاً تجاهل الرد عليك أو الابتعاد عن فتح حديث معك هذا دليل على الكراهية، أو التدقيق في طريقة حديثه معك ومقارنتها بطريقة حديثه مع الآخرين، أيضاَ الابتسامات الباردة أو المصطنعة والتفاعل معك بسلبية أثناء الحوار يعتبر دليل كراهية .
إساءة تفسير ما تقوله :

فمهما قلت، ومهما ذكرت سيكون لها تفسير سلبي دوماً، ويحمل الكلام أكثر مما ينبغي ويتحمل و بمنحى معاكس عن مقصدك أو لم يخطر في ذهنك حتى .
أحيانا يصبح التصرف عدائيا بلا مناسبة : وهذه الحالة لا تحتاج إلى تفسير، فالكاره إما أن يقولها صريحة لك إنه يكرهك . أو يتصرف بطريقة واضحة، تكشفها حركة الوجه، أو الألفاظ .
عدم الشعور بالراحة معك :

وهذا الفعل دقيق في مجمله، فعليك ان تراقب في حال تواجدتما لوحدكما في مكان ما ومراقبة سلوكه ، هل يشعر بالراحة، وهل أنت شخصيا ترتاح لهذه الجلسة أم لا ؟ ولكن يجب التفريق بين الشخص الكاره والحاقد عليك وبين الشخص الخجول والانطوائي بطبيعته .
اختلاق المبررات:

قد يكثر من التصريح أمام الناس أنك أنت من تكرهه و هو لا يعرف سبب كرهك له فهذا يكون تبرير لنفسه قبل التبرير أمامك عن سبب كرهه لك و قبل إبداء أي فعل منه واضح تجاهك فهو و أنت تعرفان جيداً أنه ليس على حق و مشاعره ليس لها سبب فعلياً وواقعياً منك .
والفيصل هنا التصالح مع النفس إذا لم تكن متصالحا مع نفسك بالتأكيد لن تكون متصالحا مع الآخرين ويمكن أن تكره أي شخص دون أسباب واضحة وفاقد الشيء لا يعطيه بالتأكيد فأنت لا تحب نفسك ، فكيف تحب الآخرين؟

حرر بواسطه

استشارية علم النفس

ريان شيخ محمد