أدبيات

و مني أنت

حسبت أن احتضانك في شتاء روحك الباردة شيء مريب، يدي لا تحمل عبء وضعها على مرفقيك وسحبك إلى الملائكة حيث لا حروب و لا دماء. لست قوية كفاية لاتحمل ما لملمته الأزمان كي تبقى سعيدا.

أحببت ذلك الوجود يا رفيق الدخان، الوجود الذي لا غياب له في وحدتنا كلينا، كنت لا أصدق وجود أصدقاء الروح و لا أصدقاء العمر و لكن التفكير بك في ليلة تنهمر منها الخطيئة كمن تنهمر عيوبه في فصول من الرقة و تتلاشى ذرات من الهواء، جعل من اليقين ما أتستر به في ليل العراء.
كنت تعيسا إلى درجة دعوت بها لك ودعوت بها على العالم و على الكوكب الذي لا ذنب له بشيء.
لا ذنب له سوا أننا خلقنا بين سطح و سطح آخر لا نهاية له،نختنق كمن يحضننا بشراسة و ينسى أن قدرتنا على التنفس هي خيال.


أنت شيء لا ينكر.
و أنت حضن ملائكي محب.
يمكنك أن تضع حزنك على قلبي، يا ليث، و رئتيك المرهقتين على صدري، و عيونك المتعبة على عيوني التي باتت غشاوة ليس إلا، يمكنك أن تكون الحب و الغصة في آن واحد و لكن سنكون آملين، آملين بالحب و الألم الذي يتعتق بنا كندوب، يمكنني أن أكون بيتك و تكون كوخي و نصنع وطنا من روحين.
يمكنك أن تكون صوتي و أن أكون صوتك و يصبح الصدى بعيدا جدا حتى أنتظره ليرتد على مسامعي، كي أنصتك روحا مهشمة لا تريد سوى الحب.
مني أنا و مني أنت.

مرح تعمري

بكالوريوس آداب

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com