تناولت الصحف البريطانية الصادرة الأربعاء عددا من القضايا من بينها تأثير تولي الملك تشارلز الثالث العرش على الكومنولث، وأزمة الطاقة في أوروبا جراء الحرب في أوكرانيا.
نجلاء افتتاحية صحيفة الغارديان بعنوان “مستقبل غير مضمون للكومنولث في عهد الملك تشارلز الثالث”.
تقول الصحيفة إن الملكة إليزابيث الثانية لم تكن مجرد ملكة لبريطانيا، بل كانت جزءا لا يتجزأ من عثور بريطانيا على مصيرها المفقود.
وتقول الصحيفة إن الإمبراطورية كانت في حالة تدهور بالفعل عندما تولت الملكة الراحلة العرش، لكن بريطانيا كانت لا تزال لديها 70 إقليماً خارج أراضيها وكانت تنعم بالانتصار الأخلاقي والعسكري في الحرب العالمية الثانية.
وتضيف الصحيفة أن التاريخ بدد وهم الاستمرارية الخالدة للإمبراطورية البريطانية، مع اندلاع الثورات في شتى مناطق الإمبراطورية، تقلص وجود بريطانيا العالمي.
وتضيف أنه عندما تم نقل هونغ كونغ إلى الصين في عام 1997، اعتبر أمير ويلز أنها “نهاية الإمبراطورية”. ونشأت أسطورة مفادها أن بريطانيا قررت طواعية تحويل مستعمراتها إلى كومنولث.
وتقول الصحيفة إنه بعد أن “تم استغلال المستعمرات البريطانية بقسوة على مدى عقود” ، أصبحت المستعمرات جمهوريات مستقلة. وأصبح لا يوجد اليوم إلا 15 منطقة تابعة للكومنويلث. ومن المتوقع أن ينخفض هذا الرقم، حيث أصبحت بربادوس جمهورية العام الماضي، ومن المرجح أن تتبعها جامايكا، وربما أستراليا لاحقا.
وتضيف الصحيفة أن الكومنولث، برئاسة الملكة، ناديا تلتقي فيه البلدان التي تخرج من مظلة الحكم البريطاني. وتضيف أن الملكة أقامت علاقات شخصية وطيدة مع العديد من قادة الكومنولث للحفاظ على تماسك المجموعة.
وتتساءل في نفس الوقت عن ما إذا كان الملك تشارلز الثالث قادرا على الاستمرار في إرث والدته. لقد خلفها كرئيس للكومنولث، على الرغم من أن المنصب ليس وراثيا، وعلى الرغم من أنه يفتقر إلى قوة جذب والدته صاحبة أطول فترة حكم في العصر الحديث
وتقول الصحيفة إن الملك تشارلز حاول هذا العام التصدي للسياسة المشينة المتمثلة في ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا واعترفت كل من الملكة ووريثها بضرر العبودية وإرثها. لكن كلاهما لم يصل إلى إصدار اعتذار عنها، خوفا، على الأرجح، من فتح باب للتعويضات.
وتضيف الصحيفة أن مستقبل الكومنولث والغرض منه غير واضح، وسواء ظل مجتمعا أو تفكك، فسيكون الأمر متروكا للدول الأعضاء، لكنهم سيراقبون بريطانيا، مدركين أنها تواجه مستقبلها غير المؤكد مع استمرار موجة التفكك على شواطئها.
“حرب الطاقة”
ننتقل إلى صحيفة الفاينانشال تايمز، التي جاءت افتتاحيتها بعنونا “يجب أن يقف الاتحاد الأوروبي معا في حرب الطاقة ضد روسيا”
وتقول الصحيفة إن أزمة الطاقة بين روسيا وأوروبا وصلت إلى ذروة هامة، حيث أغلق الكرملين الأسبوع الماضي إلى أجل غير مسمى خط أنابيب الغاز الرئيسي غربا، نورد ستريم 1، مما أدى إلى خفض إجمالي تدفقات الغاز الروسي إلى جزء ضئيل من مستويات ما قبل الحرب في أوكرانيا، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
وتقول الصحيفة إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يرى أن الدول الأوروبية ستثبت أنها أقل قدرة على تحمل فواتير الطاقة الشتوية المرتفعة والنقص المحتمل مقارنة بقدرة روسيا على تحمل العقوبات الغربية، وأن وحدتها وعزمها سيتحطم قبل أن يجلب الربيع هجمات عسكرية متجددة في أوكرانيا. وتقول الصحيفة إن معركة الطاقة القادمة هي معركة لا يمكن لأوروبا الديمقراطية أن تخسرها.
وترى الصحيفة أن هناك ما يدعو إلى التفاؤل الحذر، حيث قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الغاز الروسي انخفض من 40 في المائة من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز قبل الحرب إلى 9 في المائة اليوم. كما تم العثور على موردين جدد للغاز الطبيعي المسال، وتبديل مصادر الوقود . كما أن مخزون الغاز في الاتحاد الأوروبي ممتلئ بنسبة 84 في المائة، وهو أعلى من الهدف البالغ 80 في المائة في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول.
وترى الصحيفة أن ذلك لا يجب أن يخلق شعورا زائفا بالأمن، فإغلاق نورد ستريم 1 الروسي يجعل الركود الشتوي الذي يلوح في الأفق فوق منطقة اليورو حقيقة متنامية باستمرار. وازدادت المخاطر العالية بالفعل المتمثلة في التقنين وانقطاع التيار الكهربائي، ويمكن أن تؤدي موجات البرد الشديدة في الشتاء إلى استنزاف مخزون الغاز بسرعة.
وتقول الصحيفة إن الدول لن تتأثر بالتساوي: فالدول الأكثر اعتمادا تقليديا على الغاز الروسي، بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا ودول وسط أوروبا، تواجه تباطؤا اقتصاديا أعمق، مما قد يفرض ضغوطا على تضامنها.
وتخلص الصحيفة إلى أن الأسعار المرتفعة للغاية تضغط بشدة على المنازل والإنتاج الصناعي، وسيؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى تفاقم الضغط. وتقول إن مسؤولين ألمان حذروا من أنه دون اتخاذ إجراءات صارمة، فإن أوروبا قد تواجه “شتاء باردا مثلجا”.