حكاية صناعة عطر النارنج تنطلق من تونس والهام جيرلان
جيرلان وحكاية حب مع العطور يحكيها تييري واسر الشهير بدءاً من قطف الأزهار المتفتّحة في الصباح، وصولاً إلى تقطيرها في الليل، يتوجّه تييري واسر إلى نابل في تونس كلّ شهر أبريل للإشراف على المغامرة التي تمتدّ على ثلاثة أسابيع، وهي إنتاج النيرولي.
نفتخر أن نقوم بتصنيع زيت النيرولي الخاصّ بنا والإشراف على كامل عملية الإنتاج،
بدءاً من البراعم وصولاً إلى القارورة.
تييري واسر
صانع العطور الرئيسي لدى “جيرلان” GUERLAIN
إنّ كلّ جزء من شجرة البرتقال المرّ (النارنج) يشكّل عطراً.
شجرة وكنز عطري
إنّها بهجة فعليّة لأيّ صانع عطور. في البداية، وللحصول على زيت النيرولي، يتمّ تقطير الأزهار في بخار مائي. أو يتمّ تصنيع مادة مشتركة عن طريق عمليّة استخلاص مادة مذيبة تتحوّل لاحقاً إلى خلاصة. ويتمّ استخدام فاكهة البرتقال بنفسها للحصول على خلاصة البرتقال المرّ، في حين يتمّ تقطير الأوراق لإنتاج زيت البرتقال المرّ العطري. وتؤدي عمليّة الاستخلاص إلى خلاصة زيت البرتقال المرّ العطري.
البرتقال المرّ (النارنج) التونسي كشجرة مفضّلة
تشكّل شجرة النارنج جزءاً من العائلة الحمضيّة، وهي شجرة برتقال مرّ قويّة تتلائم بشكلٍ مثالي مع تربة نابل ومناخ منطقة رأس الطيب في تونس. كانت “جيرلان” Guerlain العميلة الوحيدة هنا لقطّارة نابل منذ أكثر من 10 أعوام. امتلك جان-بول جيرلان بنفسه هذه القطّارة في السابق قبل أن تعاني من فترة من الهجر، وارتفع اليوم الإنتاج في قطّارةنابل بفضل الدعم الدؤوب من تييري واسر لتلبية حاجات “جيرلان” Guerlain من النيرولي وزيت البرتقال المرّ العطريّ.
تاريخياً، منذ أيام جان-بول جيرلان، لقد اخترنا مناخاً تونسياًخاصّاً، فهذه الجودة الخاصّة هي أكثر ما نحبّه. ونقوم بالاستخراج بنفسنا هناك، ممّا يشكّل ترفاً وشرفاً فعليّاً.
تونس هي المكان الوحيد الذي أسافر إليه حيث أشرف على التقطير بنفسي. هناك، من دون أيّ وسيط، أستطيع أن أقيم علاقةً أقرب وأكثر شخصيّة مع المزارع.
قصّة عائليّة
إذا كانت “جيرلان” Guerlain قادرة على التحكّم بجودة النيرولي الذي تستخدمه، فيعود ذلك إلى
شراكتها الفريدة مع عائلة عمّار التي قامت بتمرير معرفتها الفريدة من الوالد إلى الإبنة شمس، والآن زوجها رامي. يتّحد الفلاّحون والمزارعونوالقطّافون والمقطّرون في شغفهم للعطور وصداقتهم مع “جيرلان” Guerlain.
عمل حرفيّ جدير بنخبة
يتمّ الحصول على الأزهار من حدائق كثيرة مختلفة، وتُقطف من الأشجار في الصباح الباكر. تُحوّل بعد ذلك إلى متلقّي يتمحور عمله حول تسليم الحصاد اليومي إلى المصنع. بعد ذلك، وكي لا تبقى الأزهار المتفتّحة في الأكياس وتذبل، يتمّ نشر الأزهار فوراً على أرض المصنع قبل سكبها في خزّانات التقطير. وفي حين يُمكن قطف ما يصل إلى خمسة أطنان من الأزهار يوميّاً، إلاّ أنه يجب تقطيرها جميعها بشكلٍ فوريّ بين ليلة وضحاها ليبقى عطرها ثابتاً وبأفضل حالاته. بعد وضع الأزهار داخل الخزان، تتمّ إضافة المياه وتبدأ العمليّة التي تشبه الطهي بالضغط مع إرسال البخار المحمّل بالعطر في أنبوب. ثم، مع مرور الأنبوب في الماء البارد، يتحوّل البخار إلى مزيج من الماء والخلاصة. وتطفو أيّة خلاصة أخفّ من المياه في أداة فصل الزيوت العطريّة.
نختار البراعم المتفتّحة في الصباح الباكر ونقوم بتقطيرها في الليل وسط السحب الغامضة من البخار التي تتشكّل حول خزّانات التقطير المعدنيّة.
الهدف هو التواجد في الموقع للإشراف على بداية ومنتصف ونهاية كلّ موسم، لأنّ كلّ حصاد مختلف عن الآخر على مستوى العطر.
إنّها لعبة حقيقيّة حيث يجب الإشراف على كلّ شيء. وأقوم أنابمراقبة كلّ من البخار والفرن.
واحد إلى ألف:
نحتاج إلى آلاف البراعم المتفتّحة للحصول على قطرة واحدة من العطر
خلال فترة ثلاثة أسابيع، يتمّ حصاد كميّات كبيرة من الأزهار يوميّاً. وطوال هذه الفترة، غالباً ما تختلف جودة الخلاصة والنتيجة النهائيّة. كلّما تأخّر تفتّح البراعم، كلّما كانت غزيرة ومحمّلة بالزيوت العطريّة، كلّما كانت النتيجة أقوى. أمّا بالنسبة إلى الحصاد العادي، يستغرق عادةً إنتاج كيلوغرام واحد من الخلاصة طنّاً من الأزهار. ويعتمد سعر هذه الخلاصة الثمينة على الأزهار، وغالباً ما يتغيّر من ساعة إلى أخرى وفق العرض والطلب اللذَين يتيحهما المقطّرون المحليّون. فيعني توريد الأزهار بالسعر المناسب الحفاظ على العلاقات المحليّة وبناء شبكات إقليميّة قويّة.
صانع عطور ملتزم بالأزهار
تماشياً مع التقاليد التونسيّة، يتبع تييري واسر أيضاً الإيقاعات الطبيعية للحصاد، ويكون جاهزاً بشكلٍ دائم للتكيّف أو الإبطاء أو تسريع الإنتاج عندما تبرز الحاجة. حدث أن تملأ 17 طن من الأزهار المصنع بشكلٍ مفاجئ، وتوجّب تقطيرها جميعها فوراً على مدار ماراثون تقطيري لمدّة 36 ساعة.
زهور البرتقال
وعطور “جيرلان” GUERLAIN
غنيّ بالكثير من الخصائص الخفيفة والزاهية والمشمسة، يمنح النيروليلعطور الكولونيا كافة نفحات من الجمال الزهريّ. وعلى الرغم من أنّ أنواع العطور على غرار “جيرليناد” Guerlinade لا تتمتّع بدرجات قويّة من زهر البرتقال في البداية، غالباً ما يُدرج زهر البرتقال في أعلى لائحة التركيبة. ويضيف على “لو دو كولونيو أمبريال” L’Eau de Cologne Impérial لعام 1853 وفرةً خضراء، ونفحات من العسل اللذيذ، والدرجات الزاهية المتألقة والغنيّة برائحة الأزهار. ولكلّ شيء من “مون جيرلان بلوم أوف روز” Mon Guerlain Bloom of Rose وصولاً إلى “أبي روج” Habit Rouge أو “كولونيو دو بارفومور” Cologne du Parfumeurمن “جيرلان” Guerlain، يمنح وحدة دافئة وجريئة ومشمسة.
تقدّم خلاصة النيرولي التوقيع المشمس والمبهج والزاهي والمتوازن القوي لأزهار بيضاء مثل الياسمين وزنبق كازابلانكا ومسك الروم.
سرّ صانع العطور
في طريق عودتي إلى المنزل، وأنا في الطائرة، يمكنني استنشاق خلاصة النيرولي على ملابسي عن بعد 300 متر!
دائماً ما أجلب حلويات زهر البرتقال التي تُقدّم لي من قبل أصدقائي التونسيّين إلى باريس، مثل حلوى كعب الغزال التقليديّة اللذيذة من السيّدة حشيشة.
وأقوم أيضاً بملء قوارير مياه فارغة بمياه زهر البرتقال لصنع كوكتيلات عندما أصل إلى المنزل. يمكنكم تجربة وضع قطرتَين في كأس من المياه الفوّارة مع القليل من الحامض المعصور.